کد مطلب:58485 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:204
فأعادها، فرفع الخزاعی یده فضرب بها فاه، فاستنصر الكنانی قومه، والخزاعی قومه، وكانت كنانة أكثر فضربوهم حتّی أدخلوهم الحرم، وقتلوا منهم، وأعانتهم قریش بالكراع والسلاح، فركب عمرو بن سالم إلی رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم فخبّره الخبر وقال أبیات شعر، منها: لا هـــمّ أنّی ناشدٌ محمّداً أنّ قـریشاً أخلفوك الموعدا وقتلونا ركعاً وسجداً فقال رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم: «حسبك یا عمرو» ثمّ قام فدخل دار میمونة وقال: «اسكبوا لی ماء» فجعل یغتسل ویقول: «لا نصرت إن لم أنصر بنی كعب». [صفحه 188] ثمّ اجمع رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم علی المسیر إلی مكّة، وقال: «اللّهمّ خذ العیون عن قریش حتّی نأتیها فی بلادها». فكتب حاطب بن أبی بلتعة مع سارة مولاة أبی لهب إلی قریش: أنّ رسول الله خارج إلیكم یوم كذا وكذا. فخرجت وتركت الطریق ثمّ أخذت ذات الیسار فی الحرّة، فنزل جبرئیل فأخبره، فدعا علیّاً علیه السلام والزبیر فقال لهما: «أدركاها وخذا منها الكتاب». فخرج علیّ علیه السلام والزبیر لا یلقیان أحداً حتّی وردا ذا الحلیفة، وكان النبی علیه السلام وضع حرساً علی المدینة، وكان علی الحرس حارثة بن النعمان، فأتیا الحرس فسألاهم فقالوا: ما مرّ بنا أحدٌ، ثمّ استقبلا حاطباً فسألاه، فقال: رأیت امرأة سوداء انحدرت من الحرّة. فأدركاها فأخذ علیّ علیه السلام منها الكتاب وردّها إلی رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم. قال: فدعا [صلّی الله علیه وآله وسلّم] حاطباً فقال له: «انظر ما صنعت». قال: أما والله إنّی لمؤمن بالله ورسوله ما شككت، ولكنّی رجلٌ لیس لی بمكّة عشیرة، ولی بها أهل فأردت أن أتّخذ عندهم یداً لیحفظونی فیهم. فقال عمر بن الخطاب: دعنی یا رسول الله أضرب عنقه، فوالله لقد نافق. فقال علیه السلام: «إنّه من أهل بدر، ولعل الله اطّلع علیهم فغفر لهم، أخرجوه من المسجد». فجعل الناس یدفعون فی ظهره وهو یلتفت إلی رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم لیرق علیه، فأمر بردّه وقال علیه السلام: «قد عفوت عن جرمك فاستغفر ربّك ولا تعد لمثل هذه ما حییت» فأنزل الله سبحانه (یا أیُّها الَّذَینَ [صفحه 189] آمَنُوا لا تَتَّخِذوا عَدوی وعَدوكُم أولیاءَ)[1] ـ إلی صدر[2] السورة ـ[3] .
ثمّ كانت غزوة الفتح فی شهر رمضان من سنة ثمان، وذلك أنّ رسول الله لمّا صالح قریشاً عام الحدیبیة دخلت خزاعة فی حلف النبی صلّی الله علیه وآله وسلّم وعهده، ودخلت كنانة فی حلف قریش، فلمّا مضت سنتان من القضیّة قعد رجل من كنانة یروی ههجاء رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم، فقال له رجل من خزاعة: لا تذكر هذا، قال: وما أنت وذاك؟ فقال: لئن أعدت لأكسرنّ فاك.
حلف أبینا وأبیه الأتـلدا
ونقضوا میثاقك المؤكّدا
صفحه 188، 189.